أسس تصميم الحدائق المستدامة
إذا كنت من المهتمين بزراعة الحدائق والأساليب المميزة فيها، فعليك تعلم أسس تصميم الحدائق المستدامة، فهي تتميز بالاستدامة على المدى البعيد بسبب الفارق الواضح في استغلال البيئة عن غيرها من الحدائق.
وهي من الحدائق التي تقوم على الأسس الخاصة بها لتحقيق الاستفادة الكاملة من العوامل الطبيعية، ويتم الاعتماد على أفضل المصممين لزراعة الحدائق بالشكل اللائق والتصميم المميز، حيث يتفق الجميع على تلك الأسس التي تعد من القواعد الثابتة ولا خلاف عليها.
أسس تصميم الحدائق المستدامة
يوجد بعض أسس تصميم الحدائق المستدامة التي يجب على مصممي الحدائق معرفتها والإلمام بها قبل الشروع في بدء التصميم، وهي:
محاور الحديقة
هي الخطوط الوهمية المكونة لكل حديقة، فيوجد منها المحور الرئيسي الطولي والمحاور الثانوية والعرضية العمودية على المحور الرئيسي، وكل محور له البداية والنهاية، مثل بداية النافورة في طرف يقابلها كشك في الطرف الآخر المقابل لها.
المقياس
استخدام المقياس يكمن في تحديد الأبعاد العامة لكل عنصر من عناصر الحديقة، حيث يتم تحديد مقياس رسم حوالي 1:500 في كل من المساحات الكبيرة، ويمكن تحديد الأبعاد للطرق وأماكن الجلوس و دواير الأزهار والأحواض والمساحات بين النباتات.
كما حساب مكعبات الحفر والردم وعدد النباتات التي يجب إضافتها، بالإضافة إلى حساب التكاليف اللازمة لتنفيذ التصميم على أكمل وجه.
الوحدة والترابط
هي الإطار الذي يربط بين كافة وحدات الحديقة معًا، ويمكن أن تضفي الوحدة عليها من خلال زراعة سياج حول الحديقة أو إنشاء الحدود البنائية المتشابهة في الصنف واللون والجنس.
التناسب والتوازن
يجب الاهتمام بتناسب أجزاء الحديقة ومكوناتها مع بعضها البعض، فلا يتم استخدام النباتات القصيرة جدًا في مكان يحتاج إلى نباتات عالية مثل الأشجار عريضة الأوراق، ولا يمكن زراعة الأشجار المرتفعة كبيرة الحجم أمام المباني الصغيرة، حيث لا يتناسب مع حجمها.
السيادة
عند تصميم الحديقة يتم وضع عنصر معين له السيادة على كافة العناصر المختلفة، ويجب أن يكون ذلك العنصر له قوة جذب على كافة الأجزاء المختلفة مثل النافورة أو المجسم البنائي أو أي شكل هندسي آخر يبرز السيادة، كما يمكن أن يكون منظر طبيعي يفرض سيادته على غيره.
البساطة
يتم تصميم الحديقة على الأساس البسيط والتنسيق المميز، فيجب مراعاة البساطة التي تحقق الوحدة المتكاملة في الحديقة، وذلك من خلال التحديد بالأسوار والمسطحات وشبكة الطرق.
على ان يتم اختيار عدد معين من الأصناف بطريقة كافية تبعد الحديقة عن الشكل المليء بالأشجار والشجيرات أو المباني والمنشآت التي لا ضرورة لها، وذلك لتسهيل العمليات الكاملة للحديقة من الصيانة والخدمة، تعتبر من أهم أسس تصميم الحدائق المستدامة.
الطابع المظهر الخارجي
هي الصفة التي تميز الشكل العام للحديقة، والتي تكون عليها الحديقة من منشآت وتصميم يبرز الشخصية ومكونات مختلفة، ويمكن إبراز التصميم بطريقة أفضل من خلال إدخال العناصر المميزة للطابع المصمم.
التكرار والتنويع
يجب تكرار النباتات المختلفة ومكونات الحديقة لإضفاء الربط التام بين أجزاء الحديقة بطريقة متتابعة، ويكون ذلك عبر زراعة الأشجار المميزة على الطريق أو استخدام مجموعة من النباتات المتكررة بالنظام ذاته فيكون لها الإيقاع وتكون ملفتة للنظر بنفس الوقت، مع الأخذ في الاعتبار أن التكرار قد يكون مملًا في بعض الحالات.
ولكسر تلك الحالة عليك زراعة النماذج الفردية يمكن أو النباتات التي لها الصفات التصويرية المعينة، أو وضع النافورة وغيرها من العناصر المحددة والتي تضفي التنوع والتكرار.
التتابع والاتساع
التتابع هو عبارة عن الترتيب الجيد لكافة العناصر بطريقة فنية، حيث يتم النظر إلى هذه العناصر بالتدريج في اتجاهات معينة، ويجب الاهتمام بالاتساع في الحدائق خاصة الحدائق الصغيرة بحيث تقل مساحتها عند تجاهل التدرج والتتابع.
يعتمد المصممين على جعل الزائر يشعر بالراحة النفسية فور رؤية الحديقة، وكلما زاد الاتساع تزداد الراحة العامة والاستمتاع بالمنظر العام.
الألوان وتوافق الدرجات
من أهم ما يتميز به المصمم الجيد للحدائق هو إظهار العنصر اللوني في الحديقة، وذلك يكون من خلال إبراز اللون الأخضر أو الألوان المختلفة للأزهار، واللون الأخضر هو اللون السائد في الحديقة والمفضل لما يبعث من راحة لكافة الأفراد، وبالتالي يعمل المصممين على الإكثار من المسطحات الخضراء بوجه عام.
الاختلاف والتوافق
التنافر والاختلاف بين العنصرين يعني عدم وجود أي صلة تربط بينهما مثل التنافر العام بين الحديقة العصارية والحديقة المائية، وذلك لاختلاف طبيعة النمو لكل منهما، بينما التوافق يكون بين العناصر بسبب وجود صلة ترابط مشتركة، مثل الحديقة المائية والحديقة الطبيعية التي تتكون من مجموعة الشجيرات والأشجار والنباتات العشبية بطريقة غير المنتظمة، كما الحال في الألوان المتنافرة والمتوافقة.
يمكن أن تتنافر النباتات أو تتوافق وفقًا للنمو الخضري، مثل الأنواع المختلفة من الأشجار المزهرة أو ذات الأوراق الأبرية مع الأشجار ذات الأوراق العريضة.
حدود الحديقة وتقسيم المساحات
من المهم عند التخطيط والتصميم للحديقة أن يتم تحديد المساحات وتقسيمها، وذلك من خلال العمل منظر خلفي محدد يعزلها عما حولها من العناصر، ويتحدد النظر ويقتصر على المحتويات المرادة فقط، فتحدد الحديقة بسور من النباتات (الأسيجة) أو الشجيرات أو من الخشب أو الحديد أو الخرسانة أو الحجارة أو الطوب.
الأرض ومباني الحديقة
من أهم أسس تصميم الحدائق المستدامة حيث يتحكم الشكل الأساسي في الأرض وسطحها بالتصميم الخاص بالحديقة، مثل اختلاف الأرض في المرتفعات والمنحدرات، وذلك ما يكون ضمن التنسيق للحدائق، كما أن المبنى الرئيسي هو العنصر السائد في الحديقة، وبالرغم من ذلك فهو عنصر مكمل في كل من الحدائق الطبيعية والحديثة.
الإضاءة والظل
يعمل الضوء والظل على إحداث الفارق الضخم في تصميم الحديقة، حيث يتأثر لون النباتات والشكل والقوام بموقع النبات وشدة الإضاءة التي تمنح له، وترجع أهمية الإضاءة إلى التمكن من الحصول على الشكل المثالي للنبات بوضعه في المكان المناسب له من حيث الإضاءة أو الظل.
تختلف النباتات في احتياجها إلى الضوء أو الظل، فتوجد بعض النباتات التي تحتاج إلى الإضاءة الشديدة والقوية للنمو بشكل صحي، وعلى خلافه تحتاج بعض النباتات إلى الظل الكامل حيث تؤدي أشعة الشمس إلى إلحاق الضرر البالغ بها.
اختيار الأنواع المناسبة من النباتات
من ضمن أسس تصميم الحدائق المستدامة اختيار الأنواع المناسبة من النباتات بعناية تامة، وذلك يتم من خلال الدراسة لأنواع النباتات ومعرفة طبيعة النمو لكل منها، حيث يجب وضعها في المكان المناسب لتأدية الغرض المطلوب بصورة منفردة أو مجموعات أو مجموعات مجاورة أو منظر أمامي أو خلفي.
تابع المزيد: جلسات خارجية منزلية
ما هي الحدائق المستدامة؟
الحدائق المستدامة هي الحدائق التي تستفيد من العوامل البيئية الطبيعية من الشمس والرياح والمياه للعمل لصالح الإنسان بدلًا من أن تكون ضده، وهي الحديقة التي يكون بها إطار عمل مبتكر وفعال لتكوين طرق عيش مستدامة.
تعتمد طريقة تصميم الحديقة المستدامة على ما أكثر من قطعة الأرض المستخدمة والأنظمة البيئية الموجودة في المنطقة، بل تضع التركيز على تكوين التربة المتوازنة والجيدة والمليئة بالعناصر الغذائية بالتدريج، ويمكن تطبيق تلك الطريقة على كافة المساحات المزروعة المتوفرة.
في نهاية مقالنا.. تعد الحديقة المستدامة من أنواع الحدائق المطورة بطريقة تمكنها من الاستفادة من العانصر الطبيعية المختلفة، ويعمل كافة المصممين على الالتزام بأسس تصميم الحدائق المستدامة على أكمل وجه لإضفاء التميز على التصميم.
مقالات تهمك:
التعليقات على الموضوع